نعم للدكتور الطيب لا للشيخ عرعور!!

نعم للدكتور الطيب لا للشيخ عرعور!!

عن جريدة الجمهورية::

يتولي فضيلة الدكتور أحمد الطيب مشيحة الأزهر ومنصب الزعيم الروحي للمسلمين السنة في وقت تمر فيه مصر والعالم العربي والإسلامي بمرحلة عصيبة تنطوي علي أخطار محدقة وبداية أعلم ان شخصاً واحداً مهما علا قدره لا يملك عصا سحرية لحل كل مشكلات مصر والمسلمين لكن الدكتور الطيب يمتلك من المقومات الشخصية والمؤهلات العلمية ما يجعله قادراً علي تحريك المياه الراكدة من خلال بث الوعي وإحياء قيم الإسلام الدافعة إلي التقدم والرقي كما انه قادر من موقعه علي التقريب بين الطوائف والمذاهب الاسلامية.. وكلها بلا شك مهام صعبة تحتاج من فضيلته إلي جهد مستمر ودءوب.


والدكتور الطيب شخصية هادئة ومعتدلة يجمع بين الثقافتين العربية والغربية ويحظي بحب المصريين مسلمين ومسيحيين.. ومهمته في مصر لا ينبغي ان تنحصر في مشكلات التعليم الازهري وتطوير المناهج.. إنما تقع عليه مهمة ضخمة هي ان يضع يده في يد الحكومة لتغيير واقع اجتماعي أصابه الاهتزاز والاضطراب بفعل تغييرات اقتصادية حادة وغير مدروسة بتأن.


وإذا كنا نقول إن الأزهر هو قلعة العدل والوسطية والاعتدال والقيم السامية فان هذه المصطلحات ينبغي ان تتحول إلي مبادئ تحكم سلوكنا السياسي والاقتصادي.. نحن مطالبون بالمزيد من العدل لضرب تيارات الفساد والتطرف..

والوسطية ليست مجرد مصطلح لغوي يعني عدم الإفراط والتفريط إنما هي التوازن بين الدين والدنيا وهذا ما ينبغي أن يميز المصريين حكاماً ومحكومين.. والوسطية تعني الاعتدال وهذا يتطلب ضبط الإنفاق الحكومي والفردي ومقاومة السفه. واعتقد ان الامام الاكبر بسماحته المعهودة عنه هو خير من يقوم بمهمة الحفاظ علي الوحدة الوطنية إلي جانب قداسة البابا غير ان الأزهر مطالب أيضا بإبراز قيمة العمل في الإسلام.. فالإنسان خلق في الإسلام ليعمل.. والرسول لم يشاهد فارغاً قط كان يعبد ويعمل ويخيط ثوبه وأثواب الفقراء ويخصف نعله وليس ذلك بمستغرب فالله يخاطبه قائلا "فإذا فرغت فانصب" أي إذا انتهيت من العبادة والعمل فادخل في عمل آخر.

وهنا ادعو فضيلة الإمام للقيام بزيارات مفاجئة للمساجد ليعرف مدي ما أصاب المسلمين من كسل.. فالمساجد لا تعرف النظافة وهي قيمة إسلامية ولها أجر عظيم.. والانسان المصري أصيب بانفصام في الشخصية بين العبادة والمعاملات كما غابت قيمة العلم والتربية وغيرهما ودور الأزهر هنا ان يعيد الاتزان إلي الشخصية المصرية المريضة.
إذا تجاوزنا حدود مصر. فإن مهمة الإمام الاكبر تبدو اكبر وأكثر تعقيداً وفضيلته يعرف أكثر مني ان الإسلام واجه أربعة تحديات كبري

تتمثل في الفتنة ألكبري والغزو التتار والغزو الصليبي والاستعمار الغربي وها هي الفتنة ألكبري تطل علينا برأسها من جديد..

فالمسلمون اليوم منقسمون علي أنفسهم ينفر فيهم الوهن والضعف والجهل والتعصب والطائفية فهذا شيعي وهذا سني وهذا سلفي خلفي وهذا صوفي ومسميات أخري ما انزل الله بتا من سلطان .

ان الانقسام بين المسلمين وصل إلي حد بغيض.. إلي حد الحرب الباردة والساخنة هناك قنوات شيعية تسب أهل السنة وقنوات سنية تحارب الشيعة وقنوات أخري تدعو إلي التحريض ضد إيران ولا افهم كلام أهل الشيعة ولا اعرف أحدا منهم لكن لا اتفق مع ما يقوله الشيخ عدنان بين عرعور وهو رجل دين سني سوري الأصل مقيم بالسعودية.

الشيخ عرعور رجل دين مفوه يتهجم علي الشيعة ويدخل في حوارات لا تليق به مع أبناء هذه الطائفة الشقيقة لان مثل هذه الحوارات ينبغي ان تكون قاصرة علي علماء الطائفتين في مؤتمرات للتقريب والمصالحة وليست علي شاشات التليفزيون لبث الفرقة وزيادة جراح المسلمين. إنني ادعو الشيخ عرعور من هذا المكان إلي ان يتشرب ويتمثل مبادئ الأزهر في مصر فبينما يدعو الدكتور الطيب إلي التقارب والمصالحة..
يقود الشيخ عرعور عبر قناة تليفزيونية حربا الطائل من ورائها ولا ثمرة إلا تمزيق صفوف المسلمين لذلك نقولها صريحة نعم للشيخ الطيب.. لا للشيخ عرعور!!