عودة الشرطة المدرسية.. تمنع العنف بين التلاميذ

بعد حوادث القتل والبلطجة
عودة الشرطة المدرسية.. تمنع العنف بين التلاميذ
استبعاد أبناء المدرسين والبلطجي.. يعيد الهيبة

إحياء فكرة الشرطة المدرسية وعودتها إلي المدارس هل يمكن أن يحد من العنف الذي استشري في المدارس سواء بين الطلاب وبعضهم أو بين الطلاب والمدرسين؟!
قديما كانت الشرطة المدرسية تحقق الاتزان والانضباط أثناء طابور الصباح وفي الفسحة وعقب الخروج من المدرسة في نهاية اليوم أعضاء الشرطة المدرسية كانوا من الطلاب المتميزين والمتفوقين والراغبين في المشاركة.
طرحت "عقول تتفتح" السؤال علي خبراء التعليم الذين رحبوا بالفكرة وأيدها البعض لما لها من مميزات تعود علي الطلاب بالفائدة ورفضها البعض مطالبين بضرورة وضع ضوابط تحكمها لتكون بعيدة عن النفوذ مشيرين إلي انها موجودة بشكل متطور في الكشافة واتحاد الطلاب.
لا للنفوذ
قال أحمد حسن مدير إدارة الساحل التعليمية انه لا يمكن عودة الشرطة المدرسية إلا إذا خلا اختيار طلابها من أبناء المدرسين وأصحاب النفوذ مع العمل علي تغيير ثقافة أولياء الأمور نحو النظر إلي إفراد الشرطة المدرسية علي أنهم مجرد عصابات لإرهاب أبنائهم لأنهم في الأول والآخر زملاء مشيرا إلي أن فرد الشرطة المدرسية يتميز عن غيره في التفوق ولديه قيم التعاون مع الآخرين والعطاء وخدمة الغير وحريص علي الوقوف بجانب زملائه ليستردوا حقوقهم والحيادية.
قال ان عودة الشرطة لمدارسنا مرهون بإيجاد القائد المناسب مع متابعته من قبل الأخصائي الاجتماعي ومشرفي النظام داخل المدارس.
نسبة وتناسب
أكد تيسير محمد مدير إدارة الخليفة والمقطم التعليمية ان عودة الشرطة المدرسية لن تخفف العنف بالمدارس إلا بنسب ضئيلة خاصة ان العنف أصبح ظاهرة عامة وفي كل مكان نتيجة وجود التليفزيون داخل كل منزل إضافة إلي ألعاب ألنت التي يستخدمها الأطفال وتكون في منتهي العنف لذلك كي تعود الشرطة المدرسية يجب اختيار عناصرها من الطلاب الأكثر ثباتا وثقة بالنفس وانه لا يوجد بداخلهم العنف إضافة إلي إعداد الطلاب وإرشادهم نفسيا وتربويا من المعلمين. أضاف انه من منطلق هذه الشروط فيمكن عودتها ولكن إذا انعدمت هذه الشروط وكانت الظروف الاقتصادية والاجتماعية غير مهيأة فعدمها أفضل.
تواصل
أشار محمد حسين مدير إدارة غرب القاهرة التعليمية إلي أن الشرطة المدرسية كانت قديما تجربة جيدة وإذا عادت بشرط متابعتها سوف يكون لها تأثير لا بأس بت في ظل منظومة التعليم الحالية. أكد ان إفراد الشرطة المدرسية يجب أن تتوافر لديهم قوة الشخصية والتمتع باللياقة البدنية حطي يستطيع الفرد منهم السيطرة علي أعمال الشغب بين زملائه وإبلاغ مديري المدارس لينالوا جزاءهم وإذا كان خطأ الطلاب كبيراً فيبلغ ولي الأمر وبذلك يحدث التواصل بين المدرسة وولي الأمر.
أشار إلي انه طبقت تجربة الشرطة المدرسية عندما كنت مديرا لمدرسة الطبري الثانوية بنين وكانت ناجحة في ضبط النظام داخل المدرسة لأن الطلاب كانوا يقومون بعملهم بالتعاون مع التربية الاجتماعية والتربية الرياضية فسمات الشخصية في اختيار عناصر فرد الشرطة إضافة إلي التوجيه يعيد الانضباط بشكل جيد.
العودة بشروط
أوضح محمد عبدا لسلام مدير إدارة الوالي التعليمية ان عودة الشرطة المدرسية بلا جدوى إذا كانت تهدر وقت الطالب ومع ذلك يمكن عودتها بشرط أن يمارسها الطلاب في طابور الصباح والفسحة وإثناء الخروج في آخر اليوم الدراسي وأن يتمتع إفرادها بالسمات القيادية والشخصية القوية المسيطرة وفي نفس الوقت يلقون قبولا وترحيبا من زملائهم مع العلم ان الشرطة المدرسية تطور شكلها إلي اتحاد الطلبة والكشافة.
شكل جديد
تري نسيبة عبدا لمنعم مدير إدارة الزاوية الحمراء التعليمية ان الشرطة المدرسية تطور شكلها في صورة الكشافة ويقوم إفرادها أيضا بارتداء الشارات الحمراء والكاذبات كما تغير أداؤها وأصبح يمتد إلي التعاون وليس فقط الانضباط والتنظيم وهي موجودة ولكن بشكل ليس منتشرا ويمكن عودتها بشكل واسع مع حسن اختيار إفرادها من الطلاب المثاليين أصحاب الشخصيات القوية والذين ليس لديهم خمول أو ضعف.
تنظيم أكثر
أضاف محمد علي مدير مدرسة مصطفي كامل الابتدائية ان الشرطة المدرسية موجودة في المدارس الابتدائية للآن وهي مطبقة في مدرسته ويختار الطالب فرد الشرطة لتميزه في الدراسة ولتمتعه بسمات شخصية قوية وعندما يتشاجر زملاؤه يقوم باصطحابهم للأخصائي الاجتماعي والذي يقوم بدوره في مساءلة التلاميذ عن الأسباب التي أدت إلي هذا التشاجر ومحاولة وضع العلاج المناسب حطي لا يتكرر الموقف ويكون دور الشرطة قبل الوقوف في طابور الصباح وإثناءه وفي الفسحة وخروج الطلاب وهو لا يعطل الطالب عن دروسه وحصصه.
أوضح ان الشرطة المدرسية مازالت موجودة في المدارس الإعدادية والثانوية تحت مسمي الحكم الذاتي ويتعلم الطالب منه القيادة الصحيحة والتواصل مع الآخرين.
مقومات
أبدي طارق المناوب مدير مدرسة كلية البنات تقبله لإعادة الشرطة المدرسية مؤكدا انها تجربة تساعد الطلاب علي الالتزام والمشاركة في الحفاظ علي الأمن بين زملائهم.
أشار إلي أن منح الطالب الفرصة في المشاركة لضبط النظام يؤهله للتعامل مع الآخرين فيما بعد بشرط أن يتوفر بت سمات البنيان القوي والشخصية السوية التي لا تضمر عنفا لأن الطالب لو كان بداخله عنف ويكون عضوا في الشرطة المدرسية سيتحول إلي بلطجي يفرض سطوته علي الآخرين ولابد ان يكون سلوكه متحضرا ومظهره جيدا ومتفوقا في كل شيء يطلب منه.
أكد سيد عبدا لحليم مدير مدرسة عبدا لله النديم الابتدائية انه لا مانع من عودة الشرطة المدرسية ولكن بشرط ألا يطبق في المدارس الابتدائية لعدم إدراك تلاميذ هذه المرحلة لمعني كلمة الشرطة لأنه علي عكس المتوقع إذا تم توقيع هذه التجارب علي المرحلة الابتدائية فإن العنف سوف يزداد وخاصة ان الأولاد في هذه المرحلة لا يحبون سماع كلام من هم في نفس المرحلة ولكن طالب الإعدادي والثانوي يدركون ان هذا عادي بشرط أن يكون الطالب الذي يتم اختياره ليس من أبناء المدرسين وان يكون محبوباً بين زملاءه ومدرسيه ومطيعا للأوامر وملتزماً قوي الشخصية وحازماً ومتفوقاً علميا.
أيدته الرأي صفاء محمود مدرسة تربية رياضية مؤكدة ضرورة ان يكون الطالب قوي البنيان وسليماً جسديا ومتواصلاً مع زملائه. أشارت إلي أنه لابد أ يكون معلوما ان المخطئ سيتم عقابه عن طريق إدارة المدرسة فهي وسيلة جيدة لإثابة الملتزم وعقاب المقصر ويمنع إلي حد ما انتشار الفوضى وأهم شيء اختيار السمات والشخصيات الصحيحة نفسيا لأن هذا يمنع انحراف التلاميذ والسير في طريق البلطجة.
قالت إنني سمعت عن وجود الشرطة المدرسية في بعض المدارس وبالأخص المدارس القومية ولكن بسبب الصلاحيات التي منحت لأعضائها فقد تحولوا إلي بلطجي يعتدون علي زملائهم بالضرب ولي زميل حدث له هذا وحثي الآن لا يستطيع إعادة حق ابنه رغم شكوته في المدرسة وقد عزم علي إبلاغ الوزارة لأن هؤلاء الطلاب تعدوا اختصاصهم في توصيل الطالب لمكتب الأخصائي الاجتماعي أو المديرة لإنزال العقاب الذي يستحقه الطالب.
متابعة
أكد عبد الفتاح جاد وكيل مديرية التربية والتعليم بالقاهرة أن إلغاء الشرطة المدرسية من المدارس قديما كان علي أساس انها خرجت عن الطريق وانحرفت بعد أن شعر الطالب قائد إفراد الشرطة المدرسية بالغرور وأصبح يتطاول علي زملائه ويري ان عودتها يجب أن تكون بنظم وضوابط فمثلا يجب أن يتوفر في قائد الشرطة المدرسية الجسم القوي والتعقل والتريث في اتخاذ القرار والحيادية والتفوق في جميع الأنشطة والدراسة مع وجود متابعة من المدرسين وإذا تجاوز قائد الشرطة المدرسية حدوده وتطاول علي زملائه يتم استبعاده مع مراعاة اختيار أصحاب السلوك الجيد وذوي التنشئة الاجتماعية السوية.

موضوع جيد ومفيددددددد وشكررررررررا كتيررررررر