السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(ما أحوج الناس - في ظل غلاء الأسعار - أن يقفوا مع الآيات (155 – 157) [سورة البقرة] في تفسير السعدي رحمه الله.)
(اقرأ أول سورة "المؤمنون" بتدبر، تجد أن من أهم صفات المؤمنين المفلحين: إتقان العمل، والمداومة عليه، وهذان الأمران هما سر النجاح وأساس الفلاح، فالخشوع في الصلاة يشير إلى ضرورة الإتقان، والمحافظة على جميع الصلوات لا تكون إلا بالمداومة والاستمرار. [د.محمد القحطاني]
(يستفاد من قوله تعالى: {فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا}[الكهف:80] تهوين المصائب بفقد الأولاد وإن كانوا قطعا من الأكباد، ومن سلم للقضاء أسفرت عاقبته عن اليد البيضاء. [القرطبي]
(قال مطرف بن عبدالله في قوله تعالى: {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا} [الكهف:80]: "إنا لنعلم أنهما قد فرحا به يوم ولد، وحزنا عليه يوم قتل، ولو عاش لكان فيه هلاكهما، فليرض رجل بما قسم الله له، فإن قضاء الله للمؤمن خير من قضائه لنفسه، وقضاء الله لك
فيما تكره خير من قضائه لك فيما تحب" [الدر المنثور]
({سيجعل الله بعد عسر يسرا}[الطلاق:7]
لا ينقضي عجبك من مجيء هذه الآية بعد تلك الأحوال الصعبة، والمضائق التي يمر بها الزوجان من طلاق، ونزاع على رضاع، وضيق في الرزق، فهي بشارة جلية، وطمأنة إلهية، فهل بعد هذا يسيطر اليأس أو القنوط على من قدر عليهما الطلاق؟ إنها آية تسكب الأمل، وتبعث على الفأل، فما على العبد إلا أن يحسن الظن بربه، ويفعل الأسباب، ثم ليبشر. [د.عمر المقبل]
({وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}[الذاريات:56]
أي: إلا لآمرهم بعبادتي فيعبدني من وفقته منهم لعبادتي, وأبتليهم وأختبرهم بالتكاليف, ثم أجازيهم على أعمالهم، إن خيرا فخير, وإن شرا فشر. وإنما قلنا إن هذا هو التحقيق في معنى الآية؛ لأنه تدل عليه آيات محكمات من كتاب الله، فقد صرح تعالى في آيات من كتابه أنه خلقهم ليبتليهم أيهم أحسن عملا، وأنه خلقهم ليجزيهم بأعمالهم. [الشنقيطي]
(يبين إيمان المؤمن عند الابتلاء، فهو يبالغ في الدعاء ولا يرى أثرا للإجابة، ولا يتغير أمله ورجاؤه ولو قويت أسباب اليأس؛ لعلمه أن ربه أعلم بمصالحه منه؛ أما سمعت قصة يعقوب عليه السلام؟ بقي ثمانين سنة في البلاء, ورجاؤه لا يتغير، فلما ضم بنيامين بعد فقد يوسف لم يتغير أمله, وقال: {عسى الله أن يأتيني بهم جميعا}[يوسف:83] فإياك أن تستطيل زمان البلاء، وتضجر من كثرة الدعاء، فإنك مبتلى بالبلاء، متعبد بالصبر والدعاء، ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء. [ابن الجوزي]
أسأل الله أن يبارك لكم في حياتكم ويجعل من نور كتابه طريق الخير لكم